هو أبو علي السين بن عبدالله بن سينا ولد في أفشنة، قرب بخارى سنة 980م، درس العلوم العقلية والشرعية، وأصب جة في الطب والفلك والرياضة والفلسفة، ولم يبلغ العشرين عاماً، ظل ابن سينا يتنقل بين قصور الأمراء يشتغل بالتعليم والسياسة وتدبير شؤون الدولة، تى توفي سنة 1036م ودفن بهمذان.
تجاوزت مصنفاته المائتين، بين كتب ورسائل تدل على سعة ثقافته وبراعته في العلوم الفلسفية وغيرها، منها (الشفاء) و (النجاة) وهو مختصر للشفاء والإشارات والتنبيهات، ولخصه الفخر الرازي بعنوان (لباب الإشارات).
ظل ابن سينا عمدة الأطباء طيلة العصور الوسطى ، كما ظل أعظم عالم بالطب منذ 1100 - 1500م.
الجسم عند ابن سينا ليس فاعلاً، فالفاعل انما يكون قوة أو صورة أو نفساً، والانسان مؤلف من نفس وبدن، تفيض عليه النفس من واهب الصور وهو العقل الفعال وللنفس قوى أفضلها النظرية، وبها تعتقل المعقولات، أما العالم المسوس، فتعرفه النفس بواسطة الواس الظاهرة والباطنة، وأعلى قوة النفس النظرية: العقل الذي يكون أولاً عقلاً بالقوة، ثم يصير عقلاً بالفعل، بمعونة العقل الفعال. وبعد الموت، تبقى النفس متصلة بالعقل (الكلى) وسعادة النفس الخيرة في اتادها بالفعل الفعال، والشقاء الأبدي من ظ النفوس غير الخيرة. وبقدر ظ النفس من المعرفة والصة في الدنيا، يكون ظها من الثواب في الآخرة، وقد عرض ابن سينا لدرات العارفين وظوظهم من البهجة والسعادة، فانتهى إلى أن أصاب المعارف واللذات العقلية هم أسعد العارفين، ويوفق الفيلسوف بين الفلسفة والدين، بما اوله من تأويل عقلي لآيات القرآن الكريم ، وبما أورده من أدلة عقلية لإثبات النبوة وضروراتها الاجتماعية لتدبير أمور الناس في معاشهم، وتبصيرهم بقائق ياتهم في معادلهم.
وابن سينا في علم النفس كثيراً ما تعرض لمسائل تتعلق بالتربية والتعليم: فهو يشير إلى أهمية الانتباه في تذكر الاساسات، إذ يقول أن الصبيان يفظون جيداً لأن نفوسهم غير مشغولة بما تشغل نفوس البالغين.
وقد تكلم ابن سينا على التربية مباشرة في رسالة صغيرة عن السياسة، وخصص الفصل الرابع منها لسياسة الرجل مع ولده.
وس ابن سينا أن يباشر بالتعليم إلا بعد تجاوز الطفل السادسة تى تشتد مفاصله، ويعي سمعه، وألا يمل عى ملازمة الكتاب مرة وادة.
ويدعو الأطفال بعد المرلة الأولى من التعليم وتوجيه كل منهم سب ميوله واستعداداته، كما يراعي الناية العلمية في التربية واعداد الناشئين لكسب المعاش. ولابن سينا جزء هام في علم الموسيقى، من جملة الرياضيات في كتابه (الشفاء) وله أيضاً مختصر في الموسيقى ضمن كتابه (النجاة).