من مسائل فى الزينة و اللباس
هو منهى عنه لما روى أبو موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إذا استعطرت المرأة فمرت على القوم ليجدوا ريها فهي كذا وكذا قال قولا شديدا ). رواه أبو داود ، قال المنذري : وأخرجه الترمذي والنسائي وقال سن صي , ولفظ النسائي : فهي زانية.
و المرأة لا ينبغى أن تتعمد لفت انتباه الرجال الأجانب لزينتها و أنوثتها لأن ذلك مما يفتن الناس بها ، و الرائة الجميلة لها فعلها فى النفوس ، و ربما يستطيع الرجال غض أبصارهم و لكن الرائة الطيبة من المرأة المتعطرة تصل إلى أنوفهم رغما عنهم إذ لا يستطيع الرجل أن يسد أنفه كما يغض بصره . لذلك ينبغى على المرأة أن ترص ألا يتعدى عطرها دائرة جسدها إذا كانت خارج البيت و إلا أصب هذا العطر و هذا التطيب رسولا إلى الاثم و بريدا إلى الرام و طريقا إلى المعصية.
و لقد نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم أن تتطيب المرأة عند ذهابها إلى المسجد مع كون الافتتان بها فى هذه الالة أبعد و التعلق بها أقل فكيف بمن تتعطر فى الأسواق و الشركات و الأماكن العامة ؟. و قد روى أبو داود عن أبي هريرة قال لقيته امرأة وجد منها ري الطيب ينف ولذيلها إعصار فقال ( يا أمة الجبار جئت من المسجد ؟ ) ، قالت ( نعم ) قال ( وله تطيبت ؟ ) قالت ( نعم ) قال إني سمعت بي أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول ( لا تقبل صلاة لامرأة تطيبت لهذا المسجد تى ترجع فتغتسل غسلها من الجنابة ). و المعنى تغسل كل بدنها إذا كان أصابه الطيب كله أو تغسل الموضع الذى أصابه الطيب فقط إذا أرادت أن تخرج من بيتها. و كقاعدة عامة لا تتعمد المرأة لفت أنظار الرجال الأجانب لها.