الزواج آية من آيات الله تبارك وتعالى
الزواج رث للنسل، وسكن للنفس، ومتاع للياة، وطمأنينة للقلب، وإصان للجوار. كما أنه نعمة وراة، وسنة وستر.
والزواج في الإسلام عقد لازم وميثاق غليظ وواجب اجتماعي وسكن نفساني وسبيل مودة ورمة بين الرجال والنساء، يزول به أعظم اضطراب فطري في القلب والعقل، ولا ترتا النفس ولا تطمئن بدونه؛ كما أنه عبادة يستكمل الإنسان بها نصف دينه، ويلقى ربه بها على أسن ال من الطهر والنقاء. [1]
ومن امتنان الله تعالى على الإنسان ما ورد في قوله تعالى: " وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون " [الروم: 21]، ويظهر من خلال الآية الكريمة أن الزواج يجمع بين كونه آية ومودة ورمة، بسب التفصيل التالي.
أولاً: الزواج آية كونية:
فطر الله كل من الزوجين على ب الآخر وطلبه والجد في البث عنه ذلك لأن الفطرة البشرية هادية إلى الزوجية فهي تسوق كل رجل إلى طلب الازدواج بامرأة، وكل امرأة إلى قبول الاتاد مع رجل، وهي التي تربط قلبيهما وتمزج نفسيهما وتود مصلتيهما، وتجعل الصلة بينهما أقوى من كل صلة بين اثنين في هذا العالم ، تى يسكن كل منهما إلى الآخر عند كل اضطراب ، ويأنس به ما لا يأنس بالأهل والأصاب [2]
لذا عبر عنه سبانه وتعالى بأنه آية من آياته:
- فالمرأة تفخر بأبيها أيما فخر، ولكن أباها الذي نشأت تت كنفه لا يداني زوجها في السكون إليه والراة والانبساط.
فلك أن تتخيل امرأة تسافر مع أبيها إلى الج، وأخرى تسافر مع زوجها الذي اقترنت به قبل سويعات.
ستجد الثانية مرتاة في سفرها أكثر، رغم أن شريكها في الرلة لم تتعرف إليه إلا قبل سويعات، فما الذي جعلها ترتا له في مبيتها وسفرها وطلب اجاتها أكثر من والدها؟
قد عرفنا وجه الإعجاز الإلهي في العلاقة الزوجية فما المودة وما الرمة:
ثانياً: المودة:
المقصود بالمودة : أن يب كل من الزوجين من يب الآخر من أهله وعشيرته وأصدقائه؛ فيسر لسرورهم، ويستاء لاستيائهم، ويتمنى لهم الخير والنعمة، ويقوم بأداء قوقهم كما جرى من العرف بين أمثالهم في ذلك.
وهذا النوع من التودد : هو الذي نأمر به من تزوجا في أنفسهما سكونًا يبعث كلاً منهما على مودة الآخر ظاهرًا وباطنًا، بقصر كل من الزوجين طرفه على الآخر وقناعته بالاختصاص به لكمال سكون نفسه إليه، وإخلاصه في مودته ومبته.
سكون الزوج إلى الزوج سبب من أسباب سعادة الزوجين، وهناء معيشتهما خاص بهما لا يشاركهما فيه أد من الأقربين والمبين، وأما المودة بينهما فهي من أسباب سعادة عشيرتهما أيضًا؛ لأنها متعدية ؛ فهي مبعث التناصر، والتآزر والتعاضد والتساند وبهذا تكون سببًا من أسباب سعادة الأمة المؤلفة من العشائر المؤلفة من الأزواج فهذا التأليف هو الذي يتكون من مزاج الأمة فما يكون عليه من اعتدال وكما يكون كمالاً في بنية الأمة وقرة عين لمجموعها وما يطرأ عليه من فساد واعتلال يكون مرضًا للأمة يوردها موارد الهلكة.
ومن المودة بين الزوجين : الممازة والملاعبة، فكان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يماز نساءه ويداعبهن، وكان يسابق عائشة في الجري الشديد.
ويؤثر عن عمر أنه كان يقول: " كل امرئ في بيته صبي "، وكان يقول: " ينبغي للرجل أن يكون في أهله مثل الصبي فإذا التمسوا ما عنده وجدوه رجلاً ".
ثالثاً: الرمة:
لقد فطر الله تعالى قلوب البشر على الرمة ليتراموا فلا يهلك فيهم العاجز والضعيف، وكل أد عرضة لاستقاق الرمة في يوم من الأيام، وجعل سبانه ظ الوالدين والزوجين من الرمة أرج ليعنى بكل فرد من الناس أقرب الناس منه عند شدة الاجة إلى العناية والكفالة؛ فالزوج لزوجه عند الضعف في المرض أو الكبر، كالوالدين لولدهما عند ضعفه في الصغر، بل تجد المرأة أرم ببعلها في مرضه أو كبره من أمه لو وجدت، وتجد الرجل أرم بسكنه في مرضها أو كبرها من أبيها لو وجد إذا كانت الفطرة سليمة ، فإن لم يكن كل من الزوجين أرم بالآخر في كبره من والديه فإنه يقوم مقامهما إذ لا يضعف كل من الزوجين ويتاج إلى الرمة إلا بعد موت الوالدين في الغالب، فإن مرض وهما في صتهما فإنهما يكونان بعيدين عنه لا يسهل عليهما ترك بيتهما ومن عساه يكون فيه من متاج إلى رمتهما ؛ لأجل لزام ولدهما الكبير المتزوج.
فظهر أن كلاًّ من الزوجين في اجة إلى رمة الآخر به عند ضعفه لا يقوم بها سواه من الأقربين أو المستأجرين مقامه فيها .
لا شيء يخفف أثقال الفقر وأوزاره عن كاهل الرجل يتمله مثل المرأة التي ترمه في فقره فتظهر له الرضا والقناعة ولا تكلفه ما تعلم أن يده لا تنبسط له ، فما بالك إذا كانت ذات فضل تواسيه به ، ولا شيء يعزي الإنسان عن مصابه في نفسه وغيره مثل المرأة للرجل والرجل للمرأة إذا ظهرت عاطفة الرمة في أكمل مظاهرها فشعر المصاب بأن له نفسًا أخرى تمده في القوة على مدافعة هذه العوارض التي لا يسلم منها البشر ، واعكس الكم في القضيتين ، يتجلَّى لك وجه الصواب في الصورتين .
ما أجهل الرجل يسيء معاشرة امرأته ، وما أمق المرأة تسيء معاشرة بعلها، يسيء أدهما إلى نفسه من يث يسيء إلى الآخر فهو مغبون غالبًا ومغلوبًا ، وما رأيت ذنبًا عقوبته فيه كذنب إساءة الزوج إلى الزوج